فيلم Shot Caller

فيلم Shot Caller

استكشاف تصوير حياة السجن بكل تفاصيله في فيلم Shot Caller من خلال تحليل شامل لشخصياته، ومواضيعه، وتعبيراته الاجتماعية. يعمق المقال في واقعيات الإقامة خلف القضبان، حيث يقارن تحول البطل من مواطن يلتزم بالقانون إلى مجرم متحجر القلب. بالنظر إلى الديناميات النفسية والاجتماعية داخل جدران السجن، ينتقد المقال تصورات المجتمع للمجرمين ويسلط الضوء على واقعية الفيلم القاسية. كما يبرز الأداء الممتاز للممثلين والتصوير الفني المؤثر للعنف، محفزًا المشاهدين على التأمل في عواقب الحياة وراء القضبان.

 

مراجعة فيلم Shot Caller

عندما تدخل السجن ، لا يهم من تكون .. قد تكون طبيبا ، مهندسا ، فيلسوفا ، محاميا ، مثقفا ، جاهلا .. قد تكون قويا أو ضعيفا .. مؤمنا أو ملحدا .. كل هذا لا يهم.

عندما تدخل السجن .. فأنت الآن سجين .. سجين فحسب ، وكل شيء آخر هو محض هراء غير مهم لا قيمة له.

 

 

 

فيلم SHOT CALLER

يتحدث فيلم Shot Caller عن رجل يعيش حياة يمكن أن نسميها مثالية ، عمل محترم .. وضع مادي ممتاز .. امرأة و طفل في منزل جميل يغمره الحب.

في يوم من الأيام يعود من سهرة ، هو و زوجته .. و صديقه المقرب و زوجته.

يتحدث هو وصديقه .. يغفل عن القيادة و يكون قد أكثر من شرب الكحول ، يصدم سيارة أخرى .. يتسبب هذا الحادث بوفاة صديقه و تحطيم السائق الآخر.

بسبب هذه الحادثة المفاجأة يتم اتهامه بجريمة قتل من الدرجة الثانية ، فيواجه السجن على الأقل لمدة سبع سنوات.

 

 

ولكن ليست هذه المشكلة الحقيقية .. المشكلة تكمن في أنه يجب أن يحافظ على حياته في السجن ، يجب أن ينخرط في هذا المجتمع المشوه و يعيش ضمن قوانينه .. و شيئا فشيئا ، نرى قراراته التي يتخذها في الداخل و كيف ستحوله هذه القرارات لرجل آخر تماما.

 

فيلم Shot Caller

يدور العمل في خطين زمنيين ، يبدأ الفيلم بخروج Jacob ” جيكوب ” من السجن .. و يعود بالماضي لنرى الأمور المروعة التي مر بها في السجن ، فنحن نرى عملية التحول .. كيف تحول إلى وحش دموي قاتل ، و نرى في الوقت نفسه حياته بعد خروجه من السجن و ما هي مخططاته.الأمر الغريب في السجون الغربية الحديثة ( الأمريكية و الأوروبية و المكسيكية بالأخص ) ، أنه في العادة و على مر التاريخ كان يوجد سجَّان و سجين ، جلَّاد و مجلود .. شخص يقوم بالتعذيب و شخص يتلقى التعذيب .. بينما في السجون الغربية الحديثة ، التعذيب يكون من قبل المساجين أنفسهم !!هم يعذبون بعضهم بعضا !!

قتل و اغتصاب و سرقة و ذل و إهانة .. وكل هذا بسبب الانتماءات المختلفة لعصابات متطاحنة ، تقوم في الغالب على أساس عرقي ( أبيض – أسود – مكسيكي – عربي – آسيوي .. إلخ ).

علاقة هؤلاء المساجين ببعضهم مادة دسمة للدراسة السيكولوجية و السوسيولوجية ( النفسية و الاجتماعية ).

التمثيل كان مبهرا فعلا ، عندما تنتقل بين الخطين الزمنيين ( قبل أن يصبح مجرما و بعد أن أصبح ) تشعر أنك فعلا أمام شخص مختلف بالكلية !!

تختلف طريقة كلامه و مشيه و نظراته ، حتى نبرة صوته و أدق تفاصيله تختلف ، ناهيك عن تغير شكله الخارجي من أوشام كثيرة ( يعبر الوشم عن انتماء إلى العصابة فكل عصابة لها وشم خاص بها ) و قَصَّة شعر و ذقن غريبة خاصة بمن هم على شاكلته.

قام Nikolaj Coster-Waldau بأداء شخصية في غاية التعقيد و بطريقة في غاية الإتقان و الروعة و أثبت لي كمشاهد أنه ممثل متمكن فعلا و أقل ما يقال عنه أنه ممثل أكثر من جيد.

الكاتب-المخرج قام بعمل جبار فعلا و ممتاز من جميع النواحي.

إلى اليوم أفضل أعمال تحدثت عن الأجواء داخل السجون بحسب خبرتي الشخصية هما فيلم a prophet الفرنسي و فيلم shot caller خاصة من ناحية العصابات و علاقاتها مع بعضها و القوانين التي تحكمها.

 

 

فيلم Shot Caller والواقعية

الالتزام بالواقع لدرجة مرعبة و مؤلمة فعلا ، فالنص المكتوب في هذا الفيلم يشهد بجهد جهيد و دراسة مطولة للحياة في السجن.من الملفت إخراجيا ، لقطات القتل و الطعن .. كانت في غاية البشاعة و الألم .. تعمد المخرج أن يترك هذا الانطباع في نفس المشاهد ، ليعلم أن هذا الفيلم لا يحتوي أبطالا شرفاء ، بل كلهم مجرمون دمروا حياتهم بسبب قراراتهم الغبية.كما قال أحد المساجين السابقين عن هذا الفيلم : شاهد هذا الفيلم و قل لنفسك .. لا أريد أن يحصل لي ما يحصل لهذا الرجل ، هذا درس يجب تعلمه لتبقى بعيدا عن هذا الجحيم المسمى بالسجن .. خذ العبرة من هذا الفيلم و من قرارات البطل الخاطئة .. لتبقى بعيدا عن هذا العالم لأنه أسوأ مما تتصور.

هذا من أكثر الأفلام المظلومة إعلاميا و المظلومة من ناحية النقاد على الإطلاق ( تقييمه لا يتجاوز 63% على rotten tomatoes !!).

أنصح به و بشدة فهو من أفضل الأفلام عن هذا الموضوع في نظري.

شخصيا .. أنا شخص مهتم بموضوع السجن وما يتعلق به ، كيف نشأت هذه الفكرة وتاريخها .. من أين جاءت و من هو صاحبها الأول ؟

فلسفة هذه الفكرة ( هناك أشخاص مضرُّون للمجتمع ، أشبه بالأمراض .. لذلك ، ومن أجل صحة المجتمع يجب عزل هؤلاء الأشخاص بعيدا عن البشر الطبيعيين ).

فنظرة المجتمع للمجرم أو للسجين نظرة مختلفة تماما.

تقريبا ، هم ( المساجين ) يشعرون أنهم دون مستوى البشر بسبب تواجدهم بين أربعة جدران.

قرأت كثيراً في أدب السجون .. و شاهدت أفلاما وثائقية و شهادات مروعة و أفلاما سينمائية كثيرة حول الموضوع.

و رأيي إلى الآن في هذه التجربة : دخولك لهذا العالم و التوغل فيه و معرفة تفاصيله .. لن يكون أمرا جميلا ممتعا ، بل ستكون تجربة قاسية جدا ، كئيبة جدا ، مقززة جدا و مؤلمة إلى أبعد الحدود .. شيء يصعب وصفه ، المعاناة الإنسانية بأبشع و أقسى صورها الجسدية و النفسية و الروحية.

ولكن .. على الطرف النقيض.

هي تجربة مفيدة فعلا .. ستجعلك تقدِّرُ قيمة الحياة ، و تقدِّرُ أمورا و تفاصيل صغيرة جدا لم تكن تنتبه لوجودها من قبل.

تقدِّرُ أنك حر طليق بإمكانك أن تمشي و تقفز ، بإمكانك أن تختار ما تلبس و ما تأكل و ما تفعل و مع من تتحدث .. بإمكانك التحدث مع أهلك ، هذا الأمر الذي يعتبر أمنية لدى معظم المساجين.

بإمكانك النوم على سرير بدلا من النوع واقفا أو في مرحاض قذر أو على الأرض الرطبة.

بعد الغوص في تفاصيل السجون ، تصبح معتاداً على أن تأكل أي شيء ، وأن لا تتكبر على شيء .. و تصبح ترى كل مشاكلك اليومية التي كانت تغضبك غضبا شديدا .. تصبح تراها مشاكل تافهة مثيرة للضحك.

بأضدادها تعرف الأمور .. لا يمكن معرفة معنى السعادة دون معرفة المعاناة.

و أقسى صورة للمعاناة البشرية .. هي السجن.

فيلم Come and See 1985

فيلم Come and See 1985

فيلم Come and See 1985 فيلم لن تجرؤ على تكرار مشاهدته، يُظهر هذا الفيلم بشكل واقعي قسوة الحرب العالمية الثانية في بيلاروسيا، مبرزًا تأثيرها على الأفراد من خلال سرد قوي وأداءات ملهمة.

اقرأ المزيد
مراجعة فيلم Cleo from 5 to 7

مراجعة فيلم Cleo from 5 to 7

يعتبر فيلم “Cleo from 5 to 7” من الأفلام الكلاسيكية المتميزة التي أخرجتها أنيس فاردا في عام 1962. يستعرض الفيلم قصة مغنية شابة تُدعى كليو في فترة انتظار نتائج فحوصات طبية قد تغير حياتها. هذا الفيلم الفرنسي ليس مجرد رحلة في الزمن بل هو دراسة عميقة للشخصية والوجود الإنساني، مقدماً لمحة عن حياة باريس في الستينيات.

اقرأ المزيد
مراجعة فيلم Landscape in the Mist

مراجعة فيلم Landscape in the Mist

مراجعة فيلم Landscape in the Mist
“Landscape in the Mist” هو فيلم درامي يوناني من إنتاج عام 1988، من إخراج وتأليف ثيو أنجيلوبولوس. يعتبر الفيلم جزءًا من ثلاثية ثلاثية الصمت، التي تعكس البحث عن الهوية والأصول. يروي الفيلم قصة طفلين يقومان برحلة طويلة للعثور على والدهم المفقود، مستعرضًا مواضيع البراءة، والفقدان، والبحث عن الذات. يتميز الفيلم بأسلوبه البصري الفريد وروايته العميقة، مما جعله يحصل على إشادة واسعة من النقاد والجوائز الدولية.

اقرأ المزيد